alomiri
مدير عام المنتدى عدد المساهمات : 457 نقاط : 11641 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 15/07/2011 العمر : 52 الموقع : http://www.anwarbaghdad.com
| موضوع: بحث علمي أحياء التراث الأسلامي الأربعاء سبتمبر 21, 2011 7:37 pm | |
| مـقــدمـــــة
بقلم: أ.د. عــادل بن محمد علي عسـيري عميد معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على سيدنا محمد أشرف الأنبياء والمرسلين , وعلى آله وصحبه ومن سار على نهجه وسلك طريقه إلى يوم الدين ... أما بعد : فإن البحث العلمي يعد حجر الزاوية في عملية النهضة والبناء الحضاري للإنسان , ولايمكن لمجتمع ما أن ينهض إلا بنهوض علمائه ومفكريه . فبالعلم - بحثاً ودرساً - بعد الإيمان بالله سبحانه وتعالى يستطيع الإنسان أن يتغلب على مشكلاته , ويعبد الطريق نحو رفاهية الحياة , ويحقق الهدف الذي خلقه الله من أجله وهو عمارة الأرض . يقول الله تعالى في سورة المجادلة من محكم التنزيل : يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَـاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبيرٌ فالعلم في العصر الحديث ــــ بحضوره وعطاءاته الحضارية ــــ يمثل أهمية كبيرة للإنسان ( نواة المجتمع ) ، حيث تقاس قيمته في وقتنا الحاضر ، بمدى إسهامه الحضاري ، و إضافاته العلمية والتقنية التي تدير وتؤثر في بناء الحضارات في المجتمعات العالمية ، من هنا أنشأت جامعة أم القرى "معهد البحوث العلمية وإحياء التراث الإسلامي " ؛ ليكون منارة علمية يسطع نورها في سماء مجتمعنا الثقافي والحضاري أخذ المعهد على عاتقه مهمة تهيئة البيئة الحاضنة والمناخ المناسب ، لعملية نهضة علمية كبيرة في الجامعة والمجتمع ، إذ بدأ من" مركز إحياء التراث الإسلامي" بوصفه مهمة دينية و إنسانية وحضارية تؤصل الفكر الإسلامي وتكشف كنوزه ودرره المطمورة في خزائن الكتب . ثم ما لبث أن تجاوز الطموح هذه المهمة العلمية الجليلة ، وأخذ في إنشاء مراكز جديدة في تخصصات متعددة كالتالي: * مركز البحوث التربوية والنفسية . * مركز بحوث الدراسات الإسلامية . * مركز بحوث التعليم الإسلامي . * مركز بحوث اللغة العربية وآدابها . * مركز بحوث العلوم الاجتماعية . * مركز بحوث العلوم التطبيقية . * مركز بحوث العلوم الهندسية والمعمارية . * مركز بحوث الطب والعلوم الطبية . * مركز بحوث علوم الصيدلة . وليس هذا فحسب ، إذ المعهد يطمح إلى إنشاء مراكز علمية جديدة كالترجمة والإحصاء والاقتصاد وغيرها، مما يثري عملية البحث ، ويضيف إلى التراث العلمي العالمي وفتوحاته العلمية شيئًا ، و يجعل له قدمًا راسخة بين مؤسسات العالم العريقة ، في البحث والدرس والفكر ، فضلا عن وظيفته النهضوية في محيطه العربي والإسلامي.
يقدم المعهد نشاطا لايقل أهمية عن إجراء البحوث أو دعمها وتمويلها ، حيث يوفر طاقات علمية كبيرة تدار بتقنية حديثة في مركز " الحاسب الآلي "، إذ يوفر قواعد البيانات المختلفة ، في فنون وتخصصات علمية كثيرة ، تعين الباحثين في إنجاز بحوثهم، وتقدم لهم الدعم العلمي اللازم في إجراء هذه البحوث التي تتصل بهذه القواعد .
يقدم المعهد خدمة النسخ (الإليكتروني) للمخطوطات العلمية للباحثين من هواة التنقيب في تراثنا الإسلامي العريق ، في تخصصاته المختلفة.، إلى جانب تحقيق التراث الحضـاري للأمة ، وبعث الطاقات الحضارية التي نهض عليها أول العهد في عصور الازدهار والتقدم العلمي للعرب والمسلمين .
يعكف المعهد في الوقت الحاضر على مبادرة رائدة للإفادة من الرسائل العلمية المحققة (الماجستير و الدكتوراة ) ، حيث يسعى لطباعتها سواء بالاتفاق مع دور النشر الكبرى ، أو بتمويل من كراسي البحث العلمية ، وذلك لتفعيل حركة النشر العلمي، ولإظهار المكانة المرموقة للجامعة في المحافل العلمية العالمية . يشارك المعهد بمطبوعاته القيِّمة ـــ من نتاج علماء الجامعة وباحثيها ـــ في المعارض المحلية والعربية والدولية للكتاب ، فيقدم ــــ عبر هذه القناة ــــ النتاج الفكري للعلماء والباحثين في شتى بقاع الأرض . يقدم المعهد مجموعة من قواعد البيانات والمعلومات المختلفة باللغة العربية مثل : موسوعة الشعر العربي وفهارس المخطوطات في العلوم العربية والإسلامية ، إلى جانب خدمات " مركز المـلك فيصـل " الذي يعد البوابة الأولى للباحثين عند اختيار موضوعات البحث أو الدراسة خاصة رسائل التخصص (الماجستير ) أو ( الدكتوراة ) . لكل هذه الخبرات والإنجازات التي يفخر بها منسوبوا الجامعة والمعهد وغيرها ، أصبح من الأهمية بمكان أن يشرق المعهـد على رواده عبر هذه النافذة الإليكترونية من موقع الجامعة ، الذي يعد تطوراً نوعيًا ومميزً ا، يضاف إلى الإنجازات الكثيرة والعظيمة في جامعتنا العريقة وفي هذا البلد الأمين .
وإني إذ ألتقي بكم عبر هذه النافذة الكريمة لا يسعني إلا أن آخذ بأيديكم ؛ لنتجول معا في أركان هذه المؤسسة العلمية المنيفة ، و أرفع إليكم تهانيَّ بهذا المنجز العلمي والحضاري في جامعتنا السامقة ، ولله در أمير الشعراء الذي يهتف وكأني معه :
إن القلوب وأنت ملء صميمها رفعت تهانيها من الأعماق
|
|
|